أدوية يجب تجنبها للأطفال

أدوية يجب على الطفل تجنبها

إن صحة الأطفال هي من أهم الأولويات التي يجب أن يوليها الآباء والمجتمع اهتمامًا كبيرًا. وبما أن الأدوية تعد أحد الوسائل الأساسية لعلاج الأمراض، إلا أن استخدام الأدوية بشكل غير مناسب أو غير آمن للأطفال قد يشكل خطرًا على صحتهم. تختلف أدوية الأطفال عن أدوية البالغين في الجرعات وطريقة الامتصاص في الجسم، مما يستدعي ضرورة تجنب بعض الأدوية التي قد تكون ضارة أو غير فعالة بالنسبة للأطفال. في هذا المقال، سنتناول الأدوية التي يجب أن يتجنبها الطفل وأسباب ذلك بالتفصيل.

1. الأدوية المضادة للسعال والزكام (Antitussives and Decongestants)

تُستخدم الأدوية المضادة للسعال والزكام بشكل شائع لعلاج الأعراض المرتبطة بالبرد أو الإنفلونزا. ومع ذلك، فإن معظم الأطباء ينصحون بعدم إعطاء الأطفال هذه الأدوية، وخاصةً الأطفال دون سن السادسة. تشير الدراسات إلى أن هذه الأدوية قد تسبب آثارًا جانبية خطيرة للأطفال، مثل:

• تسارع ضربات القلب: بعض أدوية الزكام تحتوي على مادة السودوافدرين، التي قد ترفع ضغط الدم وتؤدي إلى تسارع ضربات القلب.

• التهيج أو فرط النشاط: تحتوي بعض الأدوية على مواد قد تثير الجهاز العصبي المركزي وتسبب القلق أو التهيج.

• النعاس المفرط أو الأرق: قد تسبب أدوية السعال النعاس الزائد في بعض الحالات أو على العكس تثير الأرق.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الأدوية التي تحتوي على ديكستروميثورفان يمكن أن تكون خطيرة إذا تم تناولها بكميات كبيرة، حيث يمكن أن تؤدي إلى آثار سامة تشمل الهلوسة والتسمم.

2. المسكنات غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين والأسبرين

تعد المسكنات غير الستيرويدية من الأدوية الشائعة لتخفيف الألم والحمى. رغم أن الإيبوبروفين هو من الأدوية التي يمكن أن تُستخدم للأطفال، إلا أن الأسبرين يجب أن يُتجنب تمامًا للأطفال دون سن 16 عامًا. يمكن أن يؤدي إعطاء الأسبرين للأطفال إلى حالة خطيرة تسمى متلازمة راي (Reye’s Syndrome)، وهي حالة نادرة لكنها مهددة للحياة.

تسبب متلازمة راي تورمًا في الكبد والدماغ، وقد تؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم التدخل الطبي بشكل سريع. لذلك، يُنصح دائمًا بالبحث عن بدائل آمنة للأدوية مثل الأسبرين لعلاج الحمى أو الألم عند الأطفال.

3. المضادات الحيوية غير المناسبة

من المعروف أن المضادات الحيوية تستخدم لعلاج الالتهابات البكتيرية، لكن يجب أن نكون حذرين في استخدامها للأطفال. هناك عدد من المضادات الحيوية التي لا ينبغي إعطاؤها للأطفال إلا في حالات معينة وبإشراف طبي:

• التتراسيكلين: لا يجب إعطاء التتراسيكلين للأطفال تحت سن 8 سنوات لأنه قد يتسبب في تلون الأسنان بشكل دائم.

• الكلورامفينيكول: هذا الدواء يمكن أن يسبب آثارًا جانبية خطيرة على الدم في الأطفال، مثل نقص خلايا الدم البيضاء، مما يعرض الطفل للإصابة بالعدوى.

يجب على الآباء تجنب إعطاء الأطفال المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب، حيث أن الاستخدام غير السليم لهذه الأدوية قد يؤدي إلى مقاومة البكتيريا للأدوية.

4. الأدوية المحتوية على الكافيين

يعد الكافيين من المنبهات التي يتم تناولها بشكل واسع في مشروبات مثل القهوة والشاي، ولكن يمكن أن يحتوي أيضًا على بعض الأدوية مثل مسكنات الألم أو أدوية التنبيه. بينما يمكن للكافيين أن يساعد في تقليل الصداع أو التخفيف من التعب، إلا أنه يمكن أن يتسبب في آثار جانبية غير مرغوب فيها للأطفال، مثل:

• فرط النشاط والقلق: الكافيين يمكن أن يسبب تهيجًا في الجهاز العصبي، مما قد يؤدي إلى مشاكل في التركيز أو فرط النشاط.

• زيادة معدل ضربات القلب: يمكن أن يؤدي الكافيين إلى زيادة معدل ضربات القلب، مما يشكل خطرًا على صحة القلب لدى الأطفال.

لذلك يجب على الآباء تجنب إعطاء الأطفال أدوية تحتوي على كافيين أو منتجات تحتوي على الكافيين.

5. الأدوية المنومة والمهدئة

الأدوية التي تستخدم كمهدئات أو منومات يجب تجنبها تمامًا للأطفال، لأنها قد تسبب لهم مخاطر صحية خطيرة، مثل:

• الاكتئاب التنفسي: بعض الأدوية المهدئة يمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب التنفسي، وهو ما يعني أن التنفس يصبح بطيئًا أو غير منتظم.

• التعود والإدمان: مع مرور الوقت، قد يصبح الطفل معتمدًا على هذه الأدوية للنوم أو التهدئة.

• الآثار الجانبية السلوكية: من الممكن أن تؤدي هذه الأدوية إلى تغيرات سلوكية لدى الطفل، مثل التهيج أو العصبية.

من أمثلة الأدوية المنومة التي يجب تجنبها الديزيبام (Valium) والبنزوديازيبينات.

6. المضادات الفطرية غير المناسبة للأطفال

بعض الأدوية المضادة للفطريات التي تحتوي على مركبات مثل الفلوكونازول قد تكون ضارة للأطفال خاصة في الجرعات العالية. على الرغم من أن بعض هذه الأدوية تُستخدم في علاج الفطريات، إلا أنه يجب استخدامها بحذر تام في الأطفال، حيث يمكن أن تتسبب في آثار جانبية مثل:

• التسمم الكبدي: هذه الأدوية قد تؤثر على الكبد، خاصة في الأطفال الذين يعانون من مشاكل في الكبد.

• التهيج المعوي: قد تسبب بعض الأدوية المضادة للفطريات التهابات أو اضطرابات في الجهاز الهضمي.

7. المنشطات مثل الأدرينالين

يُستخدم الأدرينالين لعلاج الحالات الطارئة مثل الحساسية الشديدة أو الأزمات التنفسية، ولكنه يجب أن يُستخدم فقط تحت إشراف طبي. يمكن أن يؤدي الاستخدام غير السليم للأدرينالين إلى تأثيرات خطيرة، مثل:

• ارتفاع ضغط الدم: يمكن أن يسبب الأدرينالين ارتفاعًا حادًا في ضغط الدم.

• زيادة معدل ضربات القلب: قد يؤدي إلى تسارع ضربات القلب بشكل غير طبيعي.

8. الأدوية المحتوية على الكحول

يجب تجنب إعطاء الأدوية المحتوية على الكحول للأطفال، حيث يمكن أن يؤدي الكحول إلى مجموعة من الآثار السلبية مثل:

• تسمم الكحول: الأطفال أكثر عرضة لتسمم الكحول نظرًا لصغر حجم أجسامهم.

• تأثيرات سلبية على النمو العصبي: يمكن أن يؤثر الكحول سلبًا على تطور الجهاز العصبي لدى الأطفال.

العديد من أدوية السعال والعلاج التي تحتوي على الكحول قد تسبب تأثيرات خطيرة مثل النعاس الزائد أو التسمم.

9. أدوية التحسس أو الطفح الجلدي الموجهة للبالغين

هناك بعض الأدوية التي يتم تصنيعها خصيصًا للبالغين لعلاج التحسس أو الطفح الجلدي، مثل بعض أدوية مضادات الهيستامين التي تحتوي على جرعات عالية يمكن أن تكون خطيرة للأطفال. هذه الأدوية قد تؤدي إلى:

• نعاس مفرط: يمكن أن تؤدي إلى نوم عميق أو اضطرابات في التنفس.

• جفاف الفم أو العيون: قد تسبب جفافًا في الفم أو العيون، مما يجعل الطفل في حالة غير مريحة.

لذا يجب التأكد من استخدام أدوية مضادة للحساسية مخصصة للأطفال فقط ووفقًا للجرعات الموصى بها.

10. أدوية حموضة المعدة

في بعض الحالات، قد يتم إعطاء أدوية حموضة المعدة للأطفال، مثل مضادات الحموضة أو الأدوية المثبطة لإفراز الحمض. ومع ذلك، فإن بعض هذه الأدوية قد تتداخل مع امتصاص العناصر الغذائية الضرورية للأطفال، مثل الكالسيوم والمغنيسيوم. قد يؤدي ذلك إلى مشاكل صحية مثل نقص هذه المعادن في الجسم، مما يؤثر على نمو الطفل.

الخلاصة

إن معرفة الأدوية التي يجب على الأطفال تجنبها أمر في غاية الأهمية. الأدوية التي تعتبر آمنة بالنسبة للكبار قد تكون ضارة بشكل غير متوقع للأطفال، لذا فإن الاستشارة الطبية ضرورية قبل إعطاء أي دواء. يجب أن يتخذ الآباء الحذر الشديد في اختيار الأدوية للأطفال وأن يتجنبوا إعطاء الأدوية التي لم يوص بها الطبيب أو التي قد تحتوي على مكونات ضارة للأطفال.